الأحد، 5 يونيو 2011

شهوة الهول

(1)
خُلقتي من جذور الزيتون قمراً ضوئي
يغذي كل جبهاتي الغسقية
جئتي من افئدة الوضوح
رضاب اخضر ينفخ شذى موتي السائح
كيف ابتلع سر صفائك
الذي يقيم في ذاكرتي عرس البراءة
وانتِ معجزة تعيد صياغة عصري الذابل
وتحفر في ادمعي هيكلة السمسم وبخور الرهبان
أوحي إليّ بقدومك يا وغل البعد
كي اسلك صراط القمح القديم

وأنزل على فردوسك الدافئ مائدة
سماوية اخترعتها قدرات الآلهة
(2)
هول طلوعكِ مسخني فسادٍ زافر
ترضعه الشفاه الشاحبة
يصبح قرني هارب في أسى السكون
وتطوي نهودكِ نزعاته النارية
(3)
ولقد كورني صوتكِ مصباح أسمر لعتمة الشجن
مسح عني شقاء الويل وشتاء الوجع

هل اتاكم عشقها الفاجر الكافر المؤمن الطاهر الذي حوى احترافه كل الحضارات
(4)
رغبتي زلزال يرحل فوق جسدكِ
يفلق حلماتك

عنقك
شفتك
يغزي فردوسك كالطوفان
يبني بين ناهديكِ زمناً ثوري يدهش قرني الذي يخندق نبيذه
بين شفاه فردوسك الوردي
ان حادثة التطابق ترعشكِ فوقي كالزوبعة
واعتصار فرودسكِ يرعدني يبرقني يخسفني
جسدكِ جنة من نخيل واعناب
فردوسكِ فاكهة وابا
يتفجر منها عيون من نبيذ
وجحيمكِ وردة بيضاء تسر الناظرين

زهرة السهر

متعب .. 
مثل عطر فقد جراءته في الوحدة الطويلة
مثل رغبة مفكرة حبسها ظل الخلاص
مثل متسول اتلفته الأيادي الآثمة
امضي عرياناً كئيباً بلا اسم
اتعلق فوق لوعة قلبي القاسية
كما يتعلق البؤساء في سكينة الفرح النائمة
وجهي محجوب في شعلة الخوف
كلما دنت خطواتي من نعمة النور
انهكني الظمأ الشديد
لتتفتح في جسدي زهرة السهر الخالد
اقف على حافة الهاوية
مثل ناي عالق في شفاه الأنتظار
قطفوا من دمي الهجير الأخير
واغرقوا دموعي في الغضبة الهائمة
اتساقط كالموت الدنيء الذي خنقته الهزيمة
طوقوا خطيئة الهول الصامت في تمزقي الجرئي
وباعوا اكتمالي للبغتة الدامية
توارت البهجة من
مصباحي الوضاء

وضلالكِ يدثرني
في الهمس المعبود
ليس لي وطناً يتوزع
عليه صفائي سوى
مساحة عينيكِ الدافئة

راهبة التشرد



بوسعكِ
إضرام ألتشوهه فيّا حتى يتمزق توسعي قطعة قطعه
دفع زورق حياتي إلى لمسات البحر
ليصير البرعم نسغ الحياة القادمة
وتبسط أزهار اللوتس رغباتها الحية
ويخرج سوداس معادلته الذهبية ليشق الشذى طريق سفره في أجنحة الريح
عليكِ الجثم فوق شفتي لتكوني صباحاً يشع بالسلام
وتكوني خريفي الذي يبلله الندى
عليكِ التشرد بين عروقي كي تشرق الموسيقى من حنجرتك الوضيئة
ويخلوا الكون من فقره المتهالك
انا العراف الوحيد الذي سيغري الظل الصامت تحت ضفائرك الطويلة
انا الغموض الجميل الذي جاب أركانك الخاطفة
النور الذي غمر رحابك بالفرحة
عرقلي بهجتي العطرة التي تسكن دوني خلف أعماق الخطى
من اين جاءتكِ إنباء العصافير المتغلغلة في أحلامي
وزحفي الى أعماقك لا يصدق وهن الصراخ المتوجه بصلواته الى صومعتكِ الممتدة بالضياع
عليكِ ان تعترفي باني وجد سحيق مزقه الدهر بين أصابع التشرد اليومي
ومعضلة مجهولة يبددها الحان صوتكِ في روح الله المصلوب

نَبِيّذ الْآَلِهَة

صورتي
دجالاً راقياً للمجانين والطغاة والانبياء الكذبة

المرْتشِفونْ ..

حين نسكر ندرك بأن الاغاني ..إنجيل آخر